معركة الجمل
من المعلوم أنّ أمير المؤمنين علياً بن أبي طالب(عليه السلام) قد بويع بالخلافة بعد مقتل عثمان بن عفان على أيدي الثائرين من سائر أقطار العالم الإسلامي آنذاك بسبب تسليط بني أمية على شؤون الخلافة الإسلامية، ومن الرسائل المهمّة التي تشير إلى أسباب الثورة رواية أوردها محمد بن إسحاق بن يسار المدني عن عمّه عبد الرحمن، أنّه قال :(لما رأى الناس ما صنع عثمان كتب من بالمدينة من أصحاب النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى من بالآفاق منهم-وكانوا قد تفرّقوا في الثغور- "إنّكم إنّما خرجتم أن تجاهدوا في سبيل الله عزّ وجلّ، تطلبون دين محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، فإنّ دين محمد قد أُفْسَدِ من خلفكم وتُرِك، فهلمُّوا فأقيموا دين محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)، فأقبلوا من كلّ أفقٍ حتّى قتلوه)، ومن جملة الأسباب أيضاً أمره لواليه على مصر بقتل بعض الصحابة وسجن البعض الآخر وأخذ أموال بعض ثالث منهم، وكان مقتل عثمان سنة خمس وثلاثين للهجرة في اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة.
معركة بدر-العبر والدلالات-
قال الله سبحانه في محكم كتابه: {ولقد نصركم الله ببدرٍ وأنتم أذلّة فاتقوا الله لعلّكم تشكرون} آية123 – آل عمران-.
إنّ الكلام عن معركة بدر يختلف إختلافاً جذرياً عن أيّة معركة أخرى خاضها المسلمون بعدها، وذلك لأنّها كانت المرة الأولى التي يواجه فيها المسلمون عدواً يريد هزيمتهم وكسر شوكتهم.
فلقد كانت "بدر" التحدّي الحقيقي الأول للمسلمين في بداية مسيرتهم لتكوين المجتمع الإسلامي الذي كان يرعاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).