موقف العباس (عليه السلام)
لا شكّ أنّ انفراد العباس (عليه السلام) بمقامٍ خاص دون سائر الشهداء مع الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء تدلّ على مكانة خاصة ومميزة لذلك العبد الصالح عند الله عزّ وجلّ، ولا شكّ بأنّ الكرامات المعروفة عنه أيضاً والمشهورة والذائعة الصيت بين الجماهير الموالية لأهل بيت العصمة (عليهم السلام) تشير إلى ذلك، وكذلك انفراده بزيارةٍ خاصة إلى جانب زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) وعلي الأكبر والشهداء تدلّ بوضوح لا مزيد عليه على عظمة تلك الشخصية المتفرّعة من الشجرة العلوية المباركة صنو النبوة، وتوأمها في الجهاد الكبير المؤسّس لمسيرة الإسلام. وممّا يؤسف له أنّ سيرة العباس عليه السلام لا نملك منها الشيء الكثير من التفاصيل، إلّا أنّ مواقفه الرسالية الثابتة والقوية في كربلاء وتضحيته واستبساله في الذود عن الإمام الحسين (عليه السلام) واستشهاده في المعركة تعطينا صورة واضحة لا غبار عليها، خاصة إذا لاحظنا أنّه كان حامل اللواء في معسكر الإمام (عليه السلام)، والمعلوم أنّ حامل اللواء عادة يكون من أوثق الناس وأشدّهم إيماناً بمبادئه
مواقف من كربلاء "موقف علي الأكبر
إنّ خصوصية العمل الرسالي المقبول عند الله يتوقف عادة على جملة من العوامل المتداخلة مع بعضها البعض حين تجعله موصوفاً بذاك الوصف ومعنوناً بذاك العنوان، ومن تلك العوامل ما يكون من السهل على المرء الإلتزام به لأنّه لا يتطلّب منه بذل الأشياء العزيزة عنده والغالية لديه، كما لو تصدّق الغني المالك للمال الكثير ببعض الدراهم القليلة على الفقراء والمحتاجين، ومن تلك العوامل ما يكون من الصعب التخلّي عنه لاحتياج الإنسان في ذلك إلى الدوافع والحوافز الذاتية والخارجية التي تجعله يقدم على التخلّي من الموقع الإرادي الحر الذي يمتلك الإنسان فيه حرية اتخاذ القرار الإختياري، وهذا ما يستلزم أن يكون المرء عارفاً بما يقدم عليه من حيث الوقائع المقبل عليها والنتائج المترتبة عليها كذلك. فالشباب والفتوة من أروع فترات عمر الإنسان في هذه الدنيا، لأنّها التعبير الآخر عن اكتمال الإستعدادات النفسية والفكرية والجسدية لدخول من هم في هذه السن إلى معترك الحياة من بابها الواسع ليتمتعوا بما أنعم الله عليهم وبما سخّره لهم من كلّ ما يرغبون فيه من النِّعم
مواقف من كربلاء "موقف الإمام الحسين (عليه السلام)"
ورد عن الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) في الحديث المعروف (حسين مني وأنا من حسين)، ومن الواضح جداً معرفة سبب أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) هو من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو ابن ابنته الزهراء البتول (عليها السلام)، إلّا أنّ جملة "وأنا من حسين" هي التي قد تكون بحاجة إلى بعض التوضيح لتصبح الصورة بلا التباس أو غموض، وحتى يصبح معنى الحديث منسجماً مع بعضه البعض. فالكلّ يعلم أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد جاء بالشريعة السمحاء ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، وجاهد ما جاهد، وتحمّل ما تحمّل من الأذى والضيق من جبابرة قومه حتى ورد عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله: (ما أوذي نبي قط مثل ما أوذيت)، ومع كلّ ذلك صبر وتوكّل على الله ومعه المسلمون الأوائل الذين تعذّبوا وحوصروا وهاجروا، واْستُشهِد البعض منهم بسبب الظلم الإستكباري من عتاة قريش، وكانت نتيجة كلّ تلك التضحيات أن فتح الله أمام نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) الآفاق الرحبة انطلاقاً من المدينة المنورة
اِقرأ المزيد: مواقف من كربلاء "موقف الإمام الحسين (عليه السلام)"
أسباب صلح الإمام الحسن (عليه السلام)
الإمام الحسن (عليه السلام) هو الولد البكر للزواج المبارك لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) وسيّدة نساء العالمين (عليها السلام)، هو الإمام الثاني من سلسلة الأئمة المعصومين، عاش مع جدّه سبع سنوات من عمره المبارك، وكان النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) هو من سمّاه باسمه الذي لم يكن معروفاً عند العرب من قبل، وقد شمله بعنايته ورعايته، وبعد رحيل جدّه (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ربّه راضياً مرضياً عاش مع أبيه أمير المؤمنين ثلاثين عاماً حتى لحظة استشهاده، فتولّى الإمامة بعده وقاد مسيرة الأمّة الإسلاميّة، إلّا أنّه اضطرّ للتنازل عن الخلافة لمعاوية وفقاً للصلح المشهور المعروف ب "صلح الحسن" وقد استشهد بعد أن وضعت له زوجته "جعدة بنت الأشعث" السم بتآمرها مع معاوية. هذا بنحوٍ من الإختصار الشديد مراحل حياة الإمام (عليه السلام) إلّا أنّه ما ينبغي الوقوف عنده مليّاً في حياة هذا الإمام العظيم الذي قال النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) عنه وعن أخيه الإمام الحسين (عليه السلام) :(الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا)، فهذا الحديث
موجز عن حياة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
هو الإمام الثاني من سلسلة الأنوار الإلهية، وهو ابن أمير المؤمنين البكر وابن سيّدة نساء العالمين الزهراء البتول (عليها السلام)، ولد يوم الخامس عشر من السنة الثالثة للهجرة في المدينة المنوّرة، وقد سمّاه النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) بالحسن، ولم يكن هذا الاسم معروفاً عند العرب وهو الترجمة الحرفية لاسم "بشر" إبن النبي هارون (عليه السلام)، كما أنّ الحسين (عليه السلام) هو الترجمة الحرفيّة لاسم "بشير" ولد النبيّ هارون (عليه السلام) أيضاً. ورد في حقّه العديد من النصوص التي تدلّ على إمامته ومكانته عند الله وعند رسوله، فهو المشمول بآية التطهير وآية المباهلة وآية المودّة في القربى، وفي الحديث عن النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) (اللهم إني أحبّه فأحبّه) و (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة) و (الحسن والحسين ريحانتاي من الدنيا فمن أحبّني فليحبّهما، ومن أبغضهما أبغضني، ومن أبغضني أبغضه الله وأدخله النار)، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) عنه وعن أخيه: (أمّا الحسن فله هيبتي وسؤددي، وأمّا الحسين فله جرأتي وجودي). عاش مع جدّه رسول
اِقرأ المزيد: موجز عن حياة الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)