المجموعة: مقالات فقهية
نشر بتاريخ 16 كانون2/يناير 2014
اسرة التحرير
الزيارات: 2801
كثيراّ ما لا تلتفت الناس إلى معرفة كمية كبيرة من الأحكام الشرعية بسبب عدم الإبتلاء بها بشكلٍ مباشر، وعندما يحين وقت الإبتلاء بمسألةٍ ما تكثر الأسئلة من الناس المبتلين بها لمعرفة أحكامها حتى يتمكنوا من تنفيذها بشكلٍ صحيح ومبرئ للذمة عند الله عزّ وجلّ، ومن جملة هذه المسائل التي يبتلى بها الناس في وقتها هي "مسألة الحج"، هذه الفريضة التي أوجبها الله مرة واحدة في العمر على المسلم، وكلّ سنة في موسم الحج تصبح هذه المسألة مورد إهتمام الكثير ممّن وجب عليهم أداء هذه الفريضة، ويصبح همّ كلّ واحدٍ منهم السعي لمعرفة أحكام الحج فيستعين بالعلماء والخبراء من المعرِّفين الذي يتقنون القيام بأفعال الحج نتيجة الخبرة الكبيرة التي يكونون قد اكتسبوها من ذهابهم المتكرّر للحج. وأهم مسائل الحج هي "الإستطاعة" التي جعلها الله شرطاً لوجوب هذه الفريضة الإلهية كما قال تعالى في كتابه الكريم :﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً﴾، فبدون الإستطاعة لا وجوب للحج. والحديث عن الإستطاعة يشمل جوانب عديدة داخلة في معناها، ولا بدّ من توضيحها لكي يحدّد كلُّ مكلَّف تكليفه وأنّه هل هو مستطيع فيجب عليه أداء هذه الفريضة، أو أنّه ليس مستطيعاً فلا يجب عليه بالتالي الذهاب. والإستطاعة بمعناها العام هي عبارة عن القدرة والإمكانية من كلّ النواحي المطلوبة لأداء الفريضة، بحيث إذا كان أحد أركان الإستطاعة غير محقّق أو كان متعذَِراً على المسلم تحقيقه لا يكون مستطيعاً شرعاً ولا يثبت الحج بذمّته. والإستطاعة الشرعية الموجبة للحج تشتمل على الأمور التالية:
اِقرأ المزيد: الإستطاعة شرط لوجوب الحج