الدعاء عند أمير المؤمنين علي (عليه السلام)
قال الله تعالى في محكم كتابه: { ادعوني أستجب لكم}، وقال أيضاً:{ إنّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}، وقال المفسّرون لهذه الآية أنّ المراد هو الإمتناع عن الدعاء تجبّراً وتكبّراً أنّ هذا موجب لدخول النار، لأنّ الذي لا يدعو الله من باب تكبّره واستعلائه يشعر بأنّه مستغنٍ بنفسه عن الفيض الإلهي الذي بدونه لا يمكن أن يستمر الإنسان لحظة في هذه الحياة وله العقاب المخزي يوم القيامة.
ولا شكّ أنّ إنكار أهمية الدعاء في حياة الإنسان المسلم إمّا أن يكون ناتجاً عن جهل أو تقصير أو قصور أو عن تكبّر واستعلاء، وفي كلّ هذه الحالات يكون الإنسان قد فوّت على نفسه فرصة التواصل مع الله عزّ وجلّ ، مع أنّه لو نظرنا إلى الروايات لعرفنا قيمة الدعاء كما في الحديث المعروف:( الدعاء مخّ العبادة)و ( الدعاء سلاح المؤمن).
الولاية بين النص والإنتخاب
إنقسم المسلمون بعد رحيل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ربّه راضياً مرضياً إلى فريقين بالنسبة إلى مسألة الولاية فبعضهم قال إنّ الولاية إنّما تكون بالنص والتبعية للولي من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو قول الشيعة أتباع مذهب أهل البيت( عليهم السلام) وبعضهم ذهب إلى أنّ ذلك إلى الأمة وهي بيدها أمر انتخاب وليها وأنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لم ينص على أحدٍ من بعده.
وكان هذا الانقسام هو الأساس والأول في حياة الأمة الإسلامية والذي فتح الباب واسعاً أمام كلّ الإختلافات المذهبية والفقهية في المراحل اللاحقة.
دلالات يوم الغدير المبارك
قال الله تعالى في محكم كتابه: { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً}.
اليوم المشار إليه في الآية الكريمة هو الثامن عشر من ذي الحجة الحرام من السنة العاشرة للهجرة بعد رجوع النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) من الحج مبلغاً لأمته بمبدأ الإمامة والولاية تنفيذاً للأمر الإلهي: { يا أيها النبي بلغ ما أنزل إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}، والعصمة هنا بمعنى" أنّ الله يحميك ويصونك من تكذيب الناس لك بما ستبللغهم إياه عن الله عزّ وجلّ".