القيادة ، حكمة ورحمة
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات مختلفة
- نشر بتاريخ السبت, 15 شباط/فبراير 2014 08:20
- اسرة التحرير
من أهم مميزات القيادة أن تكون لديها القدرة الكافية على التعامل مع الأتباع المؤمنين بها بالطريقة التي تضمن ولاءهم في كل الحالات، اليسيرة منها والعسيرة على حد سواء، وأن يكون ذلك الولاء نابعاً من الإرادة الإختيارية الحرة للأتباع التي تجعلهم في موقع القادر على العطاء لكل ما يمكن بشوق ورغبة واندفاع.
وهذه الميزة المهمة لمنصب القيادة هي التي تحققت بأوضح صورها وأجلى مصاديقها بأئمة أهل البيت عليهم السلام الذين سكنت محبتهم في القلوب فاستوطنتها إلى الحد الذي لو فتحت قلب التابع لهم لم تجد إلا أسماءهم محفورة ومجبولة بالدم الذي يخفق منه.
من هنا، ننتقل إلى ليلة العاشر من المحرم، وهي الليلة الأخيرة التي كانت قد بقيت للحسين عليه السلام وأصحابه في هذه الحياة الدنيا، ولنحاول أن نرسم الصورة الجمالية التقريبية لتلك الليلة من خلال مجرياتها.
تذكر روايات السيرة الحسينية أن تلك الليلة كانت مليئة بالحركة على كل المستويات، فبعض يعبد الله دعاءً وصلاةً وقراءة للقرآن، وبعض يتفقد المعسكر حتى يأمن مكر وغدر جيش النفاق الأموي، وبعض يحاول أن يطمئن العقيلة زينب عليها السلام عندما أحسوا بقلقها من وفاء الأصحاب عبر مسيرة تاريخية نادرة قام بها أولئك لكي تدخل السكينة إلى ذلك القلب المؤمن الهادئ.
إلا أن تلك الليلة قد شهدت موقفاً رسالياً أبوياً فيه من الحكمة، وفيه من رحمة القائد بالأتباع الشيء العظيم، ذلك الموقف هو الذي وقفه الإمام الحسين عليه السلام، عندما طلب من أصحابه أن ينصرفوا في جوف الليل لينقذوا أنفسهم من الموت المحتم، باعتبار أنهم معرضون للقتل بسبب وقوفهم إلى جانب الإمام عليه السلام، فإذا انصرفوا عنه لن يلحق بهم الأعداء، لأنهم يكونون قد نالوا مرامهم وحصلوا على مبتغاهم وهو قتل الحسين عليه السلام. إن مثل ذلك الموقف من الإمام الحسين عليه السلام وهو في تلك اللحظات الحرجة والصعبة يمثّل قمة التفاعل وعظمة الإحساس بالمسؤولية تجاه من هو مسؤول عنهم، فأي قائد يعيش ذلك الظرف العصيب الذي يحتاج فيه إلى جهد المرأة والطفل فضلاً عن الرجل، يسمح لأتباعه بأن يتحللوا من عهدهم وبيعتهم، ويطلب إليهم التسلل تحت جنح الظلام للنجاة؟ ولقد تركت لنا السيرة ذلك النص الخالد عن الإمام الحسين عليه السلام الذي ورد فيه (ألا وإني قد أذنت لكم، فانطلقوا جميعاً في حلٍ ليس عليكم في ذمام، وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً، وليأخذ كل واحد منكم بيد رجل من أهل بيتي، فإن القوم لا يطلبون غيري. ..).
المبلغون
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات مختلفة
- نشر بتاريخ السبت, 15 شباط/فبراير 2014 08:20
- اسرة التحرير
قال الله تعإلى في محكم كتابه: (الذين يبلّغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً) 39/ الاحزاب/.
تتعرض الآية لبيأن مهمة جليلة وعظيمة الشأن هي (التبليغ) التي تعنى أن تقوم فئة من أبناء هذه الأمة بممارسة دورها الرسالي المؤثر في إيصال كلمة الله عزوجل إلى كل المؤمنين بهذه الرسالة لكي يكون ذلك وسيلة للتطبيق السليم من جهة، ومنع تغلغل الأفكار والعقائد المخالفة إلى ساحاتنا.
وهذه المهمة كما يبدو من معناها تقتضي أن يكون المتصدون لها من ذوي المواصفات التي تؤهلهم للقيام بها بطريقة تحقق ما يراد منها على مستوى نشر الثقافة والوعي وتشجيع حركة الالتزام العقائدي والعملي.
إلا أن الذي ينبغي الالفات إليه تبعاً لما تشير اليه الآية أن هذه المهمة ليست يسيرة وسهلة، وذلك لأن القوى المضادة العاملة على الترويج لأفكارها ولطريقة حياتها قد لا تسمح للمبلغين بأن يمارسوا هذا الدور بأساليب متنوعة، فبعضها قد يمارس دور الخداع والنفاق والتدليس على الناس عبر إشاعة المفاهيم المنحرفة استناداً إلى التفسير الباطل لعدد من المفاهيم الإسلامية، وبعضهم قد يستعمل أسلوب الدعوة إلى أفكار أخرى والترويج لها بنحو لافت للنظر من جهة، وجاذب للناس من جهة أخرى لكونه مشبعاً بالمغريات الدنيوية الزائفة التي يصورها أولئك على أنها المنال والهدف الذي ينبغي أن يسعى إليه الانسأن. وبعضهم قد لا يكتفي بذلك فيضيف استعمال أساليب العنف والقوة عندما يرى أن كل أساليب التمويه والزيف لم تؤدّ للوصول إلى هدفه الباطل، وهذا هو ما نلمسه اليوم في العديد من الدول الإسلامية التي تستعمل كل هذه الأساليب مجتمعة من أجل وضع العراقيل والموانع في وجه عمل المبلّغين الرساليين الذين يريدون الخلاص والنجاة لشعوبهم من كل الانحراف والفساد المتفشي.
ضرورة توحيد علمي الرجال والفقه عند المسلمين
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات مختلفة
- نشر بتاريخ السبت, 15 شباط/فبراير 2014 08:20
- اسرة التحرير
من الواضح أن المذاهب الإسلامية كافة قد أجمعت على أهمية علم الرجال من حيث التوثيق وعدمه لدخالة ذلك في عملية استنباط الأحكام الشرعية من السّنة خصوصاً. وقد كانت تزداد أهمية هذا العلم كلما تقدم الزمن وابتعدنا عن عصر النص والتشريع حتى صار ضرورة لا يمكن الاستغناء عنه.
إلا أن هذا العلم المبني أساساً على عملية توثيق الرواة أوعدم التوثيق قد سلك فيه علماء المذاهب الإسلامية مسالك متعددة ومناهج مختلفة أدت إلى حصول نوع من عدم التوافق الكامل على الأسس المعتمدة للجرح والتعديل كما هو المصطلح عليه في علم الرجال، ولذا قد نجد راوٍ ما معتمداً عند فقيه ولكنه ليس معتمداً عند آخر، وهذا يشمل المذاهب الأربعة عند السّنة ويشمل أيضا المذهب الجعفري.