.jpg)
ثورة الإمام الحسين
السلام عليك أيها الشهيد العظيم في يوم مولدك.
السلام عليك يا أبا الأحرار، ويا منار الثوار.
سيدي ومولاي :
أنوار حياة أمير المؤمنين
من خير ولادة إلى شهادة مشرقة في بيتٍ من بيوت الله عزّ وجلّ، كلمة تختصر حياة أمير المؤمنين (عليه السلام) تلك الشخصية الإسلامية العظيمة التي كان لها دورٌ مهمٌّ في مسيرة الدعوة الإسلامية في مكة ثمّ في مرحلة تثبيت دعائم الدولة الإسلامية الوليدة في مجمتع المدينة، إلى دور المعارض الإيجابي الحريص على المصلحة العليا للإسلام، وصولا ً إلى دور الحاكم الملتزم الذي يطبّق شرائع الله بدقّةٍٍ متناهية تحتاج إلى القوّة الإيمانية الشديدة، وإلى الإرادة الربانية القادرة على منع وساوس النفس الأمّارة بالسوء من أن تتغلغل لتلعب دورها الإنحرافي والخطير في حياة الفرد وبالتالي في حياة المجتمع.
الولاية والشهادة
من المصادفات اللطيفة أن تكون بداية الدورة الثقافية هذه واقعة بين مناسبتين عزيزتين على قلوب شيعة أهل البيت (عليهم السلام)، الأولى : ولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) التي ميّزت الشيعة عبر التاريخ عن غيرهم من المسلمين والبشر عموماً. والثانية : مناسبة عاشوراء الحسين وشهادة أبي الأحرار (عليه السلام) الذي علًم الأجيال والإنسانية وما زال، كيف تثور على الإنحراف الناتج عن الكفر والنفاق.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن تكون هذه الدورة خيراً للمنتسبين ليكونوا أهلا ً لحمل مسؤولية هذين المفهومين اللذين ميّزانا عبر التاريخ فبهما نشتهر وبهما نفتخر وبهما نستمر في جهادنا وعطائنا في هذه الحياة الدنيا. إلى ولاية أهل البيت التي ورد في حقّها الأحاديث الكثيرة هي عنوان استمراريتنا وهي ضمان عدم انحرافنا، من خلال السير والإقتفاء بخطى أهل البيت (عليهم السلام) الذين هم الثقل الأصغر إلى جانب الثقل الأكبر. هذان الثقلان اللذان شكّلا الوصية الأساس لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما رحل عن هذه الدنيا :(إنّني تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي).
الموقف الديني من الأعراف والتقاليد
ما من أمّةٍ أو شعبٍ في العالم المعاصر والقديم إلاّ وكانت له أعراف وتقاليد خاصة به، وقد تتوافق جزئياً بين بعض الأمم والشعوب وقد تختلف تبعاً لنظام كلّ شعبٍ وأمّة، وهذه الأعراف والتقاليد فرّقتها سلوكيات الأمم والشعوب عبر التاريخ، والكثير منها لا زال متداولاً به حتى يومنا هذا، سواء أكانت الأمم والشعوب من الملتزمين بالأديان السماوية الثلاثة أو غير ملتزمين بها، لأنّ الأعراف والتقاليد تنبع من علاقات أفراد المجتمع الواحد ببعضهم البعض ممّا يتيح إنتاج تلك الأعراف والتقاليد.
القدس في القرآن
{ سبحان الذي أسرى بعبده ليلا ً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنّه هو السميع البصير}، (الإسراء / 1) .
هذه الآية المباركة العابقة بالأجواء الإيمانية والروحية التي تنساب إلى نفس المؤمن من خلال حديثها عن قضية الإسراء بالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، مهد الأنبياء ( عليهم السلام) وموطن الرسالات السماوية، لتركز في وعينا وإدراكنا الديني والعقائدي وطبعاً العملي مدى أهمية القدس الشريف في مسيرة الرسالات الإلهية على امتداد فترات التاريخ الحافلة ببعث الرسل لهداية البشرية وإنقاذها من الضلال والإنحراف، ولهذا صارت القدس قبلةً لكلّ أتباع الديانات السماوية يؤمّونها من سائر بقاع الأرض نظراً لما تحويه من الأماكن القدسية المشتركة بين كلّ الأديان المعترف بأنّها من عند الله سبحانه، كما أنّها في
العلاقات التاريخية بين إيران ولبنان
إنّ العلاقات بين الشعوب ليست أمراً طارئاً أو غريباً عن الحياة الإنسانية، بل لعلّها مظهر من مظاهر الإنسان الفطرية المودعة في أعماق نفسه، وهي ترقى إلى العصور الأولى لتشكّل الجماعات البشرية، وهذه العلاقات قد تقوى وتشتد تبعاً للعوامل الإضافية، وقد تضعف بينها كذلك، باعتبار أنّ هذه العوامل تلعب دوراً مهماً في هذا الجانب.
من هذه المقدمة الموجزة ندخل إلى موضوعنا وهو (العلاقات التاريخية بين إيران ولبنان) التي ترقى إلى قرونٍ مضت، وليس أدلّ على ذلك من كثيرٍ من العوائل والأسر الموجودة في لبنان وتعود بجذورها إلى إيران، أو في إيران وتعود بجذورها إلى لبنان.
