قيمة العمل والعمّال عند الإمام "قده"
القدس عنوان التحدّي الدائم
{سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}. الإسراء الآية-1
هذه الآية المباركة العابقة بالأجواء الإيمانية والروحية التي تنساب إلى نفس المؤمن من خلال حديثها عن رحلة الإسراء بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، مهد الأنبياء، وموطن الرسالات السماوية، وأرض الطهر والقداسة، وقبلة المسلمين الأولى ومعراج نبينا(صلى الله عليه وآله وسلم) إلى السماوات العلى، يُراد لها أن تثير في نفس المؤمن مشاعر الود والحب والإرتباط بذلك المكان المقدّس، وأن تزرع في وعي المسلم وإدراكه الديني والعقائدي والعملي مدى أهمية القدس الشريف والمسجد الأقصى في مسيرة الرسالات السماوية الإلهية على امتداد فترات التاريخ البشري الحافل ببعث الرسل لهداية البشرية وإنقاذها من الضلال والإنحراف.
"يوم القدس"
يشكّل إعلان يوم القدس العالمي أحد أهم المسائل التي أثارتها الثورة الإسلامية المباركة بقيادة الإمام الخميني المقدّس، ذلك أنّ هذا الإعلان جاء في وقتٍ تعاني الأمّة فيه من خللٍ كبير في موازاة القوى العالمية الأخرى، وفي موازاة الكيان الغاصب الذي تحتلّ قوّاته الدخيلة تلك الأرض المباركة عند كلّ أهل الأديان بشكلٍ عام، وعند المسلمين بشكلٍ خاص.
ولهذا كان لا بدّ من الوقوف عند هذا الإعلان الريادي والمهم للنظر في دلالاته ومضامينه التي أراد لها الإمام"قده" أن تتحقّق في حياة الأمّة الإسلامية. إلاّ أنّه قبل البحث ينبغي التمهيد بمقدمة وهي: لقد كان الواضح من خلال تسلسل الأحداث منذ نشوء الكيان الغاصب ثمّ من خلال الحروب التي وقعت بينه وبين الدول العربية أنّ هناك منطقاً كان يُراد له أن يصبح في وعي العرب والمسلمين جميعاً وهو "أنّ الكيان الغاصب قد صار حقيقة قائمة وأنّه ليس هناك من مجالٍ لهزيمته ثمّ الإنتصار عليه" وهذا يعني في واقع الأمر ضرورة العمل على وقف الحرب والقتال والإعتراف بهذا الكيان المزروع في قلب عالمنا الإسلامي الكبير، وهذا الأمر كان الخدعة الكبرى التي أُريد لها أن تصبح حقيقة غير قابلة للنقاش، وقد شكّل كلّ هذا التسلسل للأحداث المقدّمات الممهّدة لإدخال هذا الكيان في عمق الشعور الشعبي الإسلامي العام.