معاني الجهاد من خلال ثورة الإمام الحسين (ع)
لعلكم تتقون
{ يا أيّها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلّكم تتقون }.
التقوى طريق النجاة
إنّ الطريق الأوحد للوصول إلى السعادة القصوى والصراط المستقيم الذي به النجاة من عذاب يوم القيامة هو التقوى التي ورد عليها الحث كثيراً في الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة، فهي الغاية من كلّ عبادة، والهدف من كلّ تحرّكٍ ينطلق منه الإنسان في هذه الحياة إذا كان مسلماً مؤمناً بالله، ولهذا نرى أنّ الله عزّ وجلّ قد ذكر التقوى كنتيجةٍ لأكثر العبادات التي شرّعها لتهذيب النفس الإنسانية ذات الميول والشهوات والرغبات لأنّ عدم تهذيبها يؤدّي قهراً إلى ذوبان تلك النفس وغرقها في متاهات الشهوة والغريزة ممّا يؤدي إلى فقدانها للصفاء الروحي المطلوب الذي به ترتقي سلّم الكمال وتضيع في هذه الدنيا فلا تدرك الغاية ولا تدرك الهدف من وجودها فتخسر بذلك النعمة الإلهية الكبرى التي جعلها الله من نصيب المرء في الآخرة وهي الجنة ذات النعيم الدائم.
قراءة في بيان الإمام الخميني
(النساء ـ آية ـ 100)
لا شك أن بيان إمام الأمة الإمام الخميني حفظه الله الذي وجهه إلى حجاج وضيوف بيت الله الحرام هو من أهم بيانات الإمام على مستوى السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية، حيث تضمن الخطوط العريضة لمسألة الصراع مع قوى الإستكبار العالمي، ومعاناة الشعوب الإسلامية مع تلك القوى الكافرة وخاصة الشيطان الأكبر أمريكا، كما تضمن قصة جهاد الشعب الإيراني المسلم الذي وقف وحيداً فريداً في معركته المفروضة عليه من كل الجهات وفي كل الميادين، لتكون قضية جهاد ذلك الشعب نموذجاً لكل الشعوب المضطهدة والمستضعفة التي تحبس صرخاتها، وتلملم جراحاتها، وتعتصر أنينها خوفاً من بطش المستكبرين وجبروتهم، أولئك الذين يسيطرون على موارد الشعوب ويحرمونها من ثرواتها وخيراتها ليعيش إنسان العالم المسمى بـ "الثالث" فقيراً جائعاً عرياناً متخلفاً في مقابل الرفاهية والكماليات التي تزخر بها حياة الناس في عالم الإستكبار نتيجة الجشع والإسراف المتفشي في عالمهم.