الرد على شبهات الجماعات التكفيرية
الرد على شبهات الجماعات التكفيرية
الشيخ محمد توفيق المقداد
إن المتأمل في أوضاع أمتنا الإسلامية بدولها المتعددة عربية وغير عربية لا بد أن ينتابه الأسى والحزن والحسرة على ما وصلت إليه هذه الأمة من التمزق والتشتت والتباعد، فكل دولة لها مشاكلها الخاصة، وليست على استعداد للتعاون مع الدول الإسلامية الأخرى لبحث شؤون وأحوال الأمة لانتشالها من الوضع الصعب والمرير الذي تمر فيه، وما يزيد الأمر سوءً أو تعقيداً هو وقوع الأنظمة بأغلبيتها في عالمنا الإسلامي تحت سطوة وجبروت قوى الاستكبار العالمي وعلى رأسها الشيطان الأكبر "أميركا" التي تحدد مسار الكثير من دولنا من دون وجود حول ولا قوة لهذه الدول إلا الإنصياع والرضوخ لإرادة أولئك، وما زاد في الطين بلة ظهور الحركات (الجهادية) السلفية التكفيرية التي رأت فيما تعيشه الأمة الإسلامية من فراغ وضياع فرصة لها لبث أفكارها وآرائها العقائدية والفكرية الفقهية بين أوساط المجتمعات الإسلامية ولقيت دعوتها صدى لدى قطاعات من الشباب المسلم الذي فقد الثقة والأمان والسلام مع الأنظمة التي يعيش فيها، فلجأ إلى هذه الجماعات لعله يجد ما يبحث عنه معها.
نظرة الإسلام للحفاظ على التوازن بين البيئة والحياة البشرية
قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس)[1]، وقال تعالى (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)[2]، وقال أيضًا (وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقًا)[3].
هذه الآيات الثلاث وما يفيد معناها من الآيات العديدة في القرآن تشير إلى أن عدم التوازن في الطبيعة مرده إلى عوامل عديدة يجمعها عنوان واحد هو (إفساد الإنسان لموارد الأرض عبر الاستغلال السيء مما أدى إلى ظهور حالات وعوارض غير سليمة وغير متوازنة بين الإنسان والطبيعة من حوله ارتدت عليه سلبًا في المجالات الصحية والزراعية والمائية والمنافية، مما أدى بالتالي إلى اضطراب في حركة الطبيعة لا تتلاءم مع حياة البشرية بالشكل الصحيح، وانتشرت عدة أمراض وأوبئة لم تكن معهودة أو معرفة في العصور السابقة).
اِقرأ المزيد: نظرة الإسلام للحفاظ على التوازن بين البيئة والحياة البشرية
من نستشير، كيف، ومتى
الشهيد السعيد
ليس من المبالغة القول بأنّ الشهيد المرجع السيد محمد باقر الصدر كان من أعظم فقهاء الأمة الإسلامية في النصف الثاني من القرن العشرين، وهذا ما يبدو جلياً وواضحاً من مؤلفاته الكثيرة والعميقة المضمون في كلّ كتاباته الفلسفية والإقتصادية والمنطقية وفرض حضوره القوي في الساحات والحوزات العلمية على امتداد العالم الإسلامي.
ويمكن أن نطلق على فكر السيد الشهيد بأنّه متجدّد ومبتكر حيث كتب في مواضيع لم يتطرّق إليها أحدٌ مثله بنفس الطريقة في الإستدلال والبرهان وإبطال نظريات الآخرين المنحرفة التي كانت تلقى رواجاً في بلداننا العربية والإسلامية وخصوصاً الفلسفة الشيوعية والليبرالية المتوحشة واستطاع أن يثبت أنّ الإسلام هو الحل لمشاكل العصر ولمأساة الإنسانية الباحثة عن العدل والحق المفقودين بسبب تضارب مصالح الدول المستكبرة.