طاعة أولي الأمر في الإسلام 4
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات فقهية
- نشر بتاريخ الخميس, 16 كانون2/يناير 2014 17:49
- اسرة التحرير
لمعرفة الجواب عن السؤال المطروح في نهاية المقالة السابقة وهو (هل حصل التصحيح أو لا في مسيرة الأمة الإسلامية؟) لا بدّ من الإطّلاع على مجريات الأمور الحاصلة منذ أن رحل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى استلام الإمام علي ( عليه السلام) للخلافة، وعندها سنجد أنّ التصحيح قد حصل على مستوى رجوع الولاية والقيادة لصاحبها، ولكن بعد مسيرة حافلة بالمواقف والجهاد النفسي المرير الذي قاساه أمير المؤمنين ( عليه السلام) في فترة ولاية الخلفاء الثلاثة "أبي بكر، عمر، وعثمان"، ولا نجد بأساً في تفصيل بعض ما قام به الإمام علي ( عليه السلام) من خطوات في تلك الفترة لإثبات أحقيّته دون غيره:
طاعة أولي الأمر في الإسلام 5
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات فقهية
- نشر بتاريخ الخميس, 16 كانون2/يناير 2014 17:49
- اسرة التحرير
كان السؤال في نهاية المقالة السابقة أنّ الإمام علياً قد استلم الخلافة، ولكن هل تمكّن بعد اكتمال عناصر المشروع الإلهي – القيادة، الشريعة، الأمة – من الوصول إلى الأهداف الإسلامية؟ أو أنّ هناك عقبات حالت دون ذلك؟ وما هو الخلل الذي حصل بسبب تلك العقبات؟
من الواضح جداً أنّ الإمام (عليه السلام) قد بويع بالخلافة من أهل الحل والعقد بعد مقتل عثمان، وهذا ما أدّى إلى حصول انقسامات في جسم الأمة، أبرزها كان تحصُّن معاوية في الشام ورفضه الإمتثال والإنصياع لقرارات الخلافة بدعوى أنّه يريد المطالبة بدم عثمان والإقتصاص من قاتليه وفق زعمه.
ومن جهةٍ أخرى كان هناك بعض الطامعين والطامحين ممّن بايع الإمام (عليه السلام) وكانوا يتصوّرون أنّ مبايعتهم له سينتج عنها جعلهم ذا حصة في الحكم أو شركاء في السلطة كطلحة والزبير وسواهما.
طاعة أولي الأمر في الإسلام 6
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات فقهية
- نشر بتاريخ الخميس, 16 كانون2/يناير 2014 17:49
- اسرة التحرير
سألنا في نهاية المقالة السابقة (هل حصلت محاولات بعد استشهاد أمير المؤمنين (عليه السلام) لإصلاح الخلل الواقع في مسيرة الأمة الإسلامية؟) الجواب هو "نعم" هناك محاولتان رئيسيتان قام بأولاهما الإمام الحسن (عليه السلام)، وبثانيتهما الإمام الحسين (عليه السلام)، وفي هذه المقالة سنقصر الكلام حول محاولة الإمام الحسن (عليه السلام).
الكلّ يعلم أنّ الإمام الحسن استلم الحكم بعد شهادة أبيه، وأوّل ما قام به هو أنّه أقرّ الولاة الذين عيّنهم أبوه سابقاً على أعمالهم وولاياتهم، وأوصاهم بالعدل والإحسان ومحاربة البغي والعدوان، ومضى على سيرة أبيه ونهجه في الحكم.
طاعة أولي الأمر في الإسلام 7
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات فقهية
- نشر بتاريخ الخميس, 16 كانون2/يناير 2014 17:49
- اسرة التحرير
كان السؤال في نهاية المقالة السابقة (هل حصلت الحرب بين الحسن ومعاوية؟ ومن انتصر فيها؟ وما هي النتيجة التي ترتّبت على الصراع بعد أن صارت الحرب أمراً لا مفر منه لكلا الطرفين؟
الجواب عن الشق الأول وهو "هل حصلت الحرب" إنّها لم تحصل، ولكن لا لأنّ الإمام (عليه السلام) رفض الحرب، بل لأنّ الظروف التي حصلت ألجأت الإمام إلى عدم وقوعها، والسبب أنّ الجيش الذي سعى الإمام الحسن (عليه السلام) إلى تجهيزه بعد توفير العديد المناسب قد تعرّض لاختراقات خطيرة من جانب معاوية الذي أغرى بعض أهم قادة ذلك الجيش بالأموال من قبيل "عبيد الله بن العباس" الذي كان يقود اثني عشر ألفاً من جيش الحسن (عليه السلام)، وهذا ما أدّى إلى زعزعة وتضعضع ذلك الحجم الكبير من الجند الذي استطاع الإمام (عليه السلام) أن يحشده في تلك المعركة، وهذا الجو هو الذي دفع بالإمام (عليه السلام) أن يقول لأهل الكوفة :(...أنتم الذين أكرهتم أبي على القتال والحكومة ثمّ اختلفتم عليه، وقد أتاني أنّ أهل الشرف منكم قد أتوا معاوية وبايعوه فحسبي منكم لا تغروني في ديني ونفسي).
طاعة أولي الأمر في الإسلام 8
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات فقهية
- نشر بتاريخ الخميس, 16 كانون2/يناير 2014 17:48
- اسرة التحرير
فُرِضَ قبول الصلح على الإمام الحسن (عليه السلام) بعد تفرّق الناس عنه واختلاف أهل العراق وغدر أهل الكوفة، إلّا أنّه أراد من خلاله حفظ الإسلام ومصالحه العليا، وذلك لأنّ الحرب لو وقعت وانتصر معاوية كما كان هو المتوقّع، فلم يكن من المستبعد أن يلجأ هذا الحاقد على الإسلام والمسلمين أن يلغي هذا الدين من الوجود، أو أن يتلاعب بقوانينه وأحكامه بطريقةٍ تجعله مجرّد طقوس وأشكال جامدة لا تقدّم ولا تؤخّر في عملية البناء الإنساني بمعناه الإلهي الإيماني، ومن هنا كان الصلح هو السبيل الوحيد لكي يبقى الأوفياء لهذا الدين على بصيرةٍ من الأمر بحيث يتمكنون من أن يكونوا العين الساهرة على العقيدة نظراً لموقعهم من صاحب الرسالة، ولمحبة الأمة الإسلامية لهم، ولكي يتمكنوا بالتالي من استعادة موقعهم الذي كتبه الله لهم وهم الأحق به من أيّ شخصٍ أو فئةٍ أخرى من المسلمين.
طاعة أولي الأمر في الإسلام 9
- التفاصيل
- المجموعة: مقالات فقهية
- نشر بتاريخ الخميس, 16 كانون2/يناير 2014 17:48
- اسرة التحرير
أخذ معاوية قبل موته البيعة من أكثرية المسلمين لولده يزيد ليكون الخليفة بعده على الأمة، تلك البيعة التي كانت بالترغيب تارة والترهيب أخرى، وذلك لكي يضمن انتقالاً هادئاً للسلطة، ولم يبقَ ممّن لم يبايع الا عدد قليل جداً من أهل الحل والعقد، وكان من أهمهم وعلى رأسهم الإمام الحسين (عليه السلام) الذي لم يبادر معاوية لأخذ بيعته لعلمه بأنّه لن يقبل أن يتنازل عمّا هو حق له بمقتضى اتفاق الصلح المعقود سابقاً، ولذا عمل معاوية على تحصين البيعة لولده يزيد قبل أخذها له من الإمام الحسين (عليه السلام) ليتمكن من حشر الإمام (عليه السلام) بأنّه وحده الذي لا زال خارج دائرة المبايعين ويضعه في موقفٍ صعب عليه جداً ويحصر خياراته إمّا بالمبايعة ليزيد، وإمّا بالرفض الذي يبرّر لمعاوية قتل الإمام (عليه السلام) أو حبسه أو التضييق عليه بأيّ نحوٍ من الأنحاء،الا أنّ الظروف شاءت أن يهلك معاوية قبل إتمام كلّ ذلك المخطط واستلم يزيد الخلافة فعلياً، وأسّس انتقال الخلافة بهذا الأسلوب الخطوة الأولى لمرحلة استمرّت طويلاً في تاريخ الأمة الإسلامية.